الرئيس المغير

الرئيس المغير:
قال عنة دكتور على محمد عبد الوهاب
ويعتبر الرئيس الذي ينشئ التغيير دائما مثالا عكسيا للرئيس البيروقراطي الذي لا يحيد عن القواعد الموضوعة ولا يحب الخروج

عما جرت عليه الأشياء. ويقول موظفون يرأسهم رئيس متحمس للتغيير منشئ له " إن ذلك قد يربك العمل أحيانا، فهو ( الرئيس ) ينشئ قاعدة معينة، فما أن نبدأ في تنفيذها حتى يخرج علينا بقاعدة جديدة تضطرنا لإلغاء ما فعلناه والبدء من جديد " ويوجه موظفون آخرون نقدهم للرئيس المنشئ للتغيير على النحو التالي: " إنه يفاجئنا بين حين وآخر بقاعدة جديدة ويطلب منها تنفيذها.. وقد لا يكون عندنا الوقت الكافي لدراستها وفهمها الأمر الذي يحدث بعض الأخطاء، ومن ثم يعرضنا للمسائلة " ويقول فريق ثالث من الموظفين: " لماذا لا يمهد رئيسنا أذهاننا لما يريد أن يغيره؟ ولماذا لا يأخذ آراءنا ويطلع على اقتراحاتنا بشأن الفكرة الجديدة التى يريد تطبيقها؟ ".

تشير أقوال هؤلاء الموظفين إلى عبء هام على الرئيس أن يتحمله عندما يكون بصدد ادخال تغيير من نوع أو آخر، سواء في طرق العمل أو قواعده أو علاقات الموظفين وإتجاهاتهم. ويتلخص هذا العبء في أن يدرس الرئيس التغير أو القاعدة أو الفكرة الجديدة المراد تطبيقها دراسة تفصيلية جيدة. فيدرس موضوع التغيير، والهدف منه والمزايا التى ستتحقق من ادخاله. والإمكانات المتاحة لتنفيذه، وقدرات المرؤوسين واستعدادهم لتنفيذه. وأن يأخذ رأي المرؤوسين في ذلك ويحصل على اقتناعهم به وموافقتهم عليه ويبحث اقتراحاتهم في طرق تنفيذه. وأن يبحث كذلك توقيت التغيير بحيث لا يربك العمل، أو يصيب الموظفين بالحيرة، أو يجعلهم غير قادرين على تنفيذه أو غير معتقدين في قدرتهم على التنفيذ أو فرص نجاحه.

وواجبك الأول في التعامل مع رئيسك الذي يحب التغيير ويتحمس له، أن تكون أنت مرنا متفتح الذهن قابلا للتغير والتغيير. فإن ذلك سيساعدك كثيرا على تفهم وجهة نظر رئيسك بشأن التغيير. وهذا هو واجبك الثاني، أن تتعرف على الأسباب التى دعت رئيسك لإنشاء القاعدة أو الفكرة الجديدة ادرس ذلك جيدا وتعرف على الفوائد التى ستعود عليك وعلى العمل وعلى القسم والإدارة جميعا من التغيير الجديد. وادرس كذلك الصعوبات أو المشكلات المتوقعة نتيجة لذلك، واعرضها على رئيسك وناقش معه طرق مواجهتها وعلاجها والتغلب عليها.

ثم استفد من المواقف المتغيرة الجديدة التى تمر عليك، وتعرف على نقاط القوة في مواجهتك لها، واعمل على استثمارها واستمرارها. وتعرف كذلك على نقاط الضعف أو المشكلات التى صادفتك، وحاول تفاديها فيما بعد واطلب من رئيسك المشورة في كيفية تفاديها فلا شك أن الرئيس المنشئ للتغيير إذا كان دارسا ومحللا للتغيير متفهما للمواقف المختلفة، يمتلك حصيلة كبيرة من المعلومات يمكن أن تقيدك كثيرا، في عملك الحالي والمستقبل وتنير أمامك الطريق في كيفية مواجهة المواقف المختلفة، وتصقل قدراتك ومهاراتك في تحليل المشكلات والتفكير في طرق خلاقة لحلها.

وحذار أن تظهر لرئيسك أنك ضد فكرة التغيير أو تحارب التغيير لمجرد محاربته ولكن تخيل نفسك في موقف رئيسك وفكر ماذا يكون تصرفك لو أنك واجهت المشكلات التى يواجهها فابد استعدادك أذن لتقبل التغيير، واجمع المعلومات اللازمة عنه، وادرسها بعناية وحللها بدقة واعرض على رئيسك رأيك في التغيير المزمع ادخاله وناقشه في الجوانب المختلفة له.

* كن متفتح الذهن راغبا في التغيير عندما يكون مناسبا. وتعلم من رئيسك المرونة وحسن التصرف في المواقف المتغيرة المتنوعة، وادرس التغير دراسة وافية وتعرف على مزاياه ومشكلاته وناقش رئيسك فيه ثم تحمل المسئولية وابد استعدادك لتنفيذ دورك فيه. فإن في ذلك صقلا لمهارتك، وتنويعا لقدراتك وإثراء لأفكارك ومعلوماتك.

» الرئيس المهمل
» الرئيس الثرثار
» الرئيس الضابط
» الرئيس البيروقراطي
» الرئيس المتردد: