الرئيس الطيب – الضعيف.

الرئيس الطيب – الضعيف. قال عنه دكتور على محمد عبد الوهاب

هناك فرق بين الرئيس الطيب، والرئيس المهمل الذي سبق ذكره فالرئيس المهمل لا يعني بشئون قسمه أو إدارته في حين أن الرئيس الطيب قد يكون جادا في عمله راغبا في العناية بشئون إدارته ومشكلات مرؤوسيه ولكنه طيب القلب يصدق كل ما يقال له وربما كان أيضا ضعيف الشخصية إلى حد كبير يسهل التأثير عليه وتغيير رأيه وكذلك هناك فرق بينه وبين الرئيس " الودني " الذي يستمع لكلام الناس.

فالأخير يبحث عن الأخبار والأقاصيص، ويشجع الآخرين أن يتحدثوا معه عن غيرهم من الناس. أما الرئيس الطيب فهو لا يفعل ذلك، ولكن حين يأتيه أحد بنبأ فلا يتبين صحته، ولكنه يصدقه عن حسن نية، فهو لا يعتقد – في الأغلب الأعم – أن الناس يكذبون. فمثلا إذا أراد موظف أن يتجنب عملا معينا أو يهرب من تنفيذ أمر من الأوامر واعتذر لرئيسه بأنه متعب اليوم أو يحس بصداع شديد، فإن الرئيس الطيب يصدقه ويحيل الأمر إلى شخص آخر. أو إذا غاب موظف يوما دون عذر وجاء في اليوم التالي وقال لرئيسه أن ظروفا عائلية حالت دون مجيئه أو إذا طلب موظف أجازة وقدم سببا واهيا أو غير حقيقي أو إذا ارتكب موظف خطأ ما وشرح لرئيسه أن الخطأ ليس من جانبه أو قدم له معلومات غير صحيحة.. الخ، فإن الرئيس الطيب يصدق كل هذا. زد على ذلك أن الرئيس الطيب أو الضعيف غالبا مالا يحسن توجيه مرؤوسيه أو يتنبه لمشكلاتهم ويحلها… كما أنه غير قادر على حسم نزاع بين الموظفين أو تنبيه أحدهم لأخطائه. وكل هذه أخطاء أساسية في أسلوب الإدارة، يترتب عليها حدوث ردود الفعل الآتية:

1- إذا كان الموظف كفئا مخلصا في عمله فلا شك أنه ستضايق من أسلوب رئيسه وسيحس أن جهوده غير مقدرة التقدير الواجب.

2- إذا كان الموظف راغبا في التعليم وتنمية قدراته، فلابد أنه سيحس بعدم وجود قائد يوجهه وينصحه عندما يلزم التوجيه والنصح، الأمر الذي يثير سخطه وعدم رضاه عن عمله، وربما تقليل ثقته في قدراته.

3- أما إذا كان الموظف مهملا أو كسلان، فلا شك أن أسلوب رئيسه سيسعده إلى حد بعيد. فليست هناك مراجعة دقيقة لأعماله. وإن كانت هناك مراجعة فهو يستطيع أن يتعلل بأى عذر أو سبب، وهو يعلم أن رئيسه سيصدقه وبالتالي يعفيه من المسئولية أو توقيع العقاب.

4- وإذا كان موظف ماكرا أو نماما، فسوف يستغل ضعف رئيسه وينقل غليه أخبارا غير صحيحة عن الآخرين، وربما أثاره عليهم فتسوء العلاقات ويضعف الانسجام ويزيد التنافر ويرتبك سير العمل.

5- وإذا كان موظف نهازا للفرص، فقد يكسب ود رئيسه الضعيف بالكلام الطيب، ويوهمه بأنه مثابر على عمله مجد فيه وأنه كثيرا ما يتأخر في مكتبه لينجز الأعمال المختلفة. وهو يقصد بذلك أن يحصل على تقدير عال عند تقييم أدائه.

وسأفرض أنك لست واحدا من الأنواع الثلاثة الأخيرة للموظفين فلا أنصح بالقطع – ولا ترضى أنت – أن تكون مهملا أو كسلان، أو ماكرا أو نماما أو نهازا للفرص. وإنما سأفترض أنك كفء مخلص في عملك راغب في التعلم وتنمية قدراتك، فكيف تتعامل مع رئيسك الطيب؟

إن سبيلك في التعامل معه هو أن تؤدي عملك على الوجه المطلوب وتقابل في أدائك المستويات الموضوعة فإذا شعرت أن رئيسك لا يوجه طاقاتك أو ينمي قدراتك بالقدر المعقول، فكن أنت موجها لنفسك منميا لقدراتك، بالقراءة والممارسة الفعلية للعمل، والاستفادة من خبرات الآخرين وما فيها من مزايا وأخطاء. وإذا أحسست أن جهودك غير مقدرة التقدير الموضوعي، فاذهب إلى رئيسك وناقشه في هذا واعطه المعلومات الصحيحة عن العمل الذي تؤديه والمستويات التى تبلغها فيه، دون مبالغة أو تهويل، أو دون أن تظهر أنك أحسن الموظفين … فلا شك أنك ستثبت ذاتك بعملك الصادق واخلاصك فيه ودأبك عليه.

* فابذل في عملك المجهود الذي تراه مناسبا. واعتمد على نفسك ونم قدراتك ومهاراتك بنفسك واكتشف مواطن الضعف في رئيسك. وفي زملائك – وهي غفلة الأول واستغلال الآخرين- وحاول أن تتجنبها فتتميز عليهم، فليس أسمى من الصدق والاخلاص في العمل حتى لو أهمل الآخرون أو تهربوا من أداء واجبهم.

» الرئيس الضابط
» الرئيس المتردد:
» الرئيس العصبي
» الرئيس المهمل
» الرئيس الثرثار