القاضي هنري رياض سكلا – سوداني الجنسية – كان قاضياً في المحكمة العامة بالسودان . ولد هنري رياض في مدينة تندلتي- بمنطقة كردفان – الأبيض –عام 1927م ودرس القانون عن حماس وقناعة وعاد وهو يرغب في الدخول في سلك المحاماة دفاعاً عن الانسان وتكريساً لأهمية وقيمة الانسان.. ومساندة للمظلوم ودفاعاً عن الضعيف وانتصاراً للحق والعدالة وكان لديه إحساس بارع بالعدل..والإحساس بالعدل يملأ جوانح كل إنسان مؤمن بالحق..وكان لابد له وهو خريج جامعة غير سودانية أن يدخل إلى امتحان المعادلة سنة 1952م والذي نجح فيه .وكان الحس القانوني عنده غالباً على كل حس.. ومنتصراً على كل وقته فلقد بدأ في ترجمة السوابق القضائية إلى اللغة العربية تأكيداً لأهمية اللغة العربية وسعتها ودقة تعبيراتها ومقدرتها على نقل المعلومة إلى الناس، وإهتماماً بالفهم المتكامل للنصوص والأحكام حتى لايضيع المواطن ضحية الغموض بسبب عدم تمكنه من فهم نص أو حكم بلغة غير لغته.. وعمل بالمحاماه ثم دخل إلى سلك القضاء بالعمل في الهيئة القضائية في 3/6/1972م وكان هذا بتكليف من الدولة احيل للتقاعد للمعاش في 9/9/1990م وتوفي بعدها بمدة قليلة . وكان قد اصدر كتاب حصاد أحكام قبل التقاعد..فهو لم يكن يتوقع هذا التقاعد لأنه اعطى واعطى ولم يستبق شيئاً وكانت كتاباته ورسائله وروحانياته كلها تصب في مصلحة الصالح العام. ولأنه كان سليم النية، نقى الطوية فلقد استمر يعمل في صمت حتى يوم وفاته عندما أمتلأت كنيسة العذراء بالخرطوم برجال الدولة ورجال القضاء وكلهم متأثرون لرحيله. عاش هنري رياض راهباً ناسكاً..لم يهتم بأي امر دنيوي قدر ما اهتم برسالته القانونية والثقافية، وكتب ما يقرب من مائة كتاب تأليفاً وترجمة..واهتم بالعديد من شعراء السودان مثل توفيق صالج جبريل والتيجاني يوسف بشير وبأدباء اخر مثل سلامة موسى ومحمد مندور..وكان لديه الاحساس بالعدل ان جعله يحاول التنحي عندما يكون الموقف حرجاً. وقد حفظ هنري رياض القرآن الكريم عن ظهر قلب..وحفظ العديد من ابيات الشعر وتحدث عن الكثير من الشعراء كان يريد ان تكون الثقافة شراكة وابناء الوطن شركاء لا اجراء ولهذا قدم كتبه إلى ابناء هذا الجيل والأجيال القادمة..إلى ابناء النصف الثاني من القرن العشرين دون تفرقة أو تمييز.. لقد كان هنري رياض من أقدر القضاة السودانيين .