الرئيس العصبي

الرئيس العصبي:

قال عنة دكتور على محمد عبد الوهاب -

إن العيب الوحيد الذي أراه في رئيسي هو عصبيته الشديدة "

- كيف أتفادي غضب رئيسي الذي لا يهدأ أبدا؟ "

- " عصبية رئيسي تصيبني بعصبية مماثلة.. لم أكن كذلك حين بدأت حياتي الوظيفية "

هل رئيسك من النوع الذي تشير إليه هذه الملاحظات التى يبديها حفنة من الموظفين؟ هل يفلت منه زمام أعصابه فيثور بسرعة شديدة؟ قد يكون رئيسك طيب القلب ولكنه سريع الغضب حاد المزاج شديد الانفعال فماذا يكون تصرفك معه؟

إن واجبك الأول هو أن تتجنب كل ما يثير انفعال رئيسك أو يستحث غضبه فمثلا إذا كانت يثور لأنك لا تحضر لمكتبه سريعا حين يناديك فلا تتاون في الذهاب إليه. وإذا كان يغضبه أن تبطئ في الحضور إلى مكتبك بعد انقضاء فترة الراحة، فلا تفعل ذلك. وإذا كان يثيره أن تقدم له بيانات ناقصة أو غامضة أو غير مؤرخة فاحرص على أن تعطيه البيانات التى يطلبها بالشكل الذي يفضله. وهكذا…

فإذا ثار عليك ووجه إليك نقدا أو تعنيفا وكان ذلك بسبب خطأ صدر منك فلا تبادر بالدفاع عن نفسك ثائرا غضبان أو تقول له أنه لا داعي لهذا الغضب والتعنيف من جانبه. ولكن استمع إليه هادئا أو مبتسما إذا استطعت – واصغ باهتمام لما يقول، حتى يفرغ غضبه. ثم ابدأ في عرض وجهة نظرك أو شرح أسباب الخطأ في هدوء.

وإذا أغلظ لك القول أثناء غضبه، أو كانت في حديثه ما تحس أنه تعنيف لا تستحقه فانتهز أو فرصة تراه فيها هادئ الأعصاب منبسط المزاج واذكر له ما كان منه فقد يعتذر لك أو يشرح أسباب غضبه الشديد أو يوضح لك أنه لم يقصد تعنيفك أو أن ذلك كانت لمصلحتك أو مصلحة العمل واقبل عذره حينئذ وافهم تفسيره لغضبه ثم انسحب في هدوء.

أما إذا كانت ثورته على أحد زملائك أو مع شخص آخر وكان ذلك على مرآى ومسمع منك فحذار أن تتدخل محاولا تهدئته. فقد

يحول غضبه إليك ويدخل في مشادة معك وإذا كانت عندك معلومات تريد أن تدلي بها لتنقذ زميلك من غضب رئيسك أو إذا كنت تعلم أن زميلك لا يستحق لوم رئيسك أو تعنيفه أو إذا لم يحسن زميلك الدفاع عن نفسه بتفسير ما حدث أو شرح أسباب خطئه فعليك أن تنتظر حتى تهدأ سورة رئيسك ثم اعرض عليه معلوماتك بعد ذلك دون أن تظهر له أنك تتدخل في شئونه أو تحشر أنفك فيما لا يعنيك.

* إن خير وسيلة لعلاج الغضب الصادر من رئيسك هي أن تحتفظ بهدوء أعصابك وتنصت باهتمام لما يقول فذلك بمثابة الماء يطفئ النار أو يخفف اشتعالها أما إذا قابلت الهجوم بهجوم مثله، فإن ذلك يضخم المشكلة ويعقد الأمور ويجعل الموقف يفلت من الطرفين فإذا هدأ رئيسك وزال عنه غضبه، فحدثه بهدوء واشرح له حقيقة ما كان. فإن كنت على حق فسوف يعتذر إليك وأن كان هو على حق فاسمع لما يريد أن يقول وخذ بنصيحته ولا تحاول أن تنقذه أو تلومه على غضبه أو تنصحه بتهدئة أعصابه فإن ذلك لا يجدي كثيرا وربما أثار حفيظته فينقلب عليك، ولكن أكسب صداقته بإنصاتك واهتمامك بما يقول واتباعك لتوجيهاته إن كانت نافعة.

» الرئيس المهمل
» الرئيس الثرثار
» الرئيس الضابط
» الرئيس البيروقراطي
» الرئيس المغير